الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

بعض الأسس الهامة في دراسة الكتاب المقدس :-
أ- الصلاة: لابد قبل قراءة ودراسة الكتاب المقدس مِن طلب معونة وإرشاد الروح القدس الكاتب الحقيقي له ، ولأعطائنا الحكمة والفهم في معرفة كلمة الله المقدسة ، فالصلاة أهم أداة ووسيلة لمعرفة الحقائق الكتابية.
ب- الكتاب المقدس له أسلوب خاص في نقل الحقائق الروحية وهذا الأسلوب ازدواجي في الصور قد يكون ثنائي أو ثلاثي أو رباعي، أي بمعنى أن آية واحدة قد يكون فيها أكثر من معنى أو صورة أو وجه. فالكتاب المقدس يحتوي على:-
1- الوجه الحرفي: ويقصد به الكلمة نفهمها كما نقرأها.
2- الوجه التاريخي: ويقصد به فهم الكلمة أو الآية أو القصة من الناحية التاريخية ألآنية في زمنها.
3- الوجه النبوي: ويقصد به فهم الآية أو الكلمة من الناحية النبوية المستقبلية.
4- الوجه الرمزي: ويقصد به المعنى الضمني للكلمة والجوهري لها.
5- الوجه الرؤيوي: هو أسلوب الرؤى من خلال الأحلام أو الرؤى الروحية التي تحمل رسائل إلهية.
6- الوجه الروحي: وهذا الوجه هو الغاية من كل الوجوه السابقة ويقصد به فهم الكلمة فهماً روحياً بحيث يمكن تطبيقها في حياتنا الحاضرة. ووفق المنظور الواقعي الحالي.

مثال:- قول الرب يسوع في العظة على الجبل في (متى 29:5): " فان كانت عينك اليمنى تعثرك فأقلعها والقها عنك...." فنحن عندما نقرأ هكذا آية يستحيل أن نفهمها بالمعنى الحرفي، بل بمعناها الرمزي والمجازي وأيضاً الروحي، ولكن هذا لا ينفي أن للآية وجها تاريخياً كون أن الرب يسوع قد قالها في وقت من الزمان.
ج- لكي نستطيع فهم كلمة الله بالشكل الأفضل والأدق علينا إدراك إن هناك قسمين في جميع محتويات الكتاب المقدس، هما القِسم المادي والأرضي والآخر القسم الروحاني والسماوي. وبهذا فكل ما يتعلق بالسماويات علينا فهمهُ بشكل مجازي ورمزي وروحي وحتى نبوي. فالقديس مرقس بالروح يقول في (مر 19:16): " ثم أن الرب بعدما كلمهم إرتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله " فعبارة " بعدما كلمهم " و " أرتفع " هي حرفية تاريخية ولكن ما أن يصعد إلى السماء يتحوّل المعنى إلى المجاز، فعبارة " وجلس عن يمين الله " لابد لنا من فهمها فهماً رمزياً روحياً وليس حرفياً، فالمكان ضروري جداً لأجل دراسة أفضل للكتاب المقدس.
د- تمر علينا في الكتاب المقدس كلمات أو حتى عبارات قد يصعب فهمها، لذلك فلابد مِن معرفة تلك العبارات والكلمات مِن خلال القرائن (أي ما يشبه تلك الآيات في أماكن أخرى في الكتاب المقدس) لكي يظهر لنا المعنى الدقيق للآية دون الوقوع في الشطط أو الخطأ. فالكتاب قادر من أن يفسر بعضه البعض لان كاتبه الحقيقي واحد ، وعلى هذا يؤكد الرسول بولس بالوحي في (1-كور 2 : 13 ) : "قارنين الروحيات بالروحيات" .

مثال:- جاء في سفر الخروج (خر 18:31) عن لوحي الشريعة ما يلي: " ثم أعطى *الله* موسى .... لوحي الشهادة لوحي حجرٍ مكتوبين بأصبع الله " فماذا ياترى تعني "أصبع الله"؟ لنعرف ذلك علينا الذهاب إلى أنجيل لوقا (لو 20:11) نجد ذات العبارة إذ يقول يسوع له المجد "ولكن إن كنتُ بأصبع الله أُخرِج الشياطين فقد أَقبَل عليكم ملكوت الله"، ويأبى الوحي الإلهي إلا أن يفسر هذه العبارة وذلك مِن خلال نفس الحادثة مع الرب يسوع الذي يقول في أنجيل متى (مت 28:12): " ولكن إنْ كنتُ أنا بروح الله أُخرِج الشياطين فقد أَقبَل عليكم ملكوت الله" فمِن هنا نفهم أن عبارة "أصبع الله" تعني روح الله وليست أصبعاً حرفياً أو حقيقياً مادياً، وخذ على ذلك باقي أجزاء الكتاب المقدس المجازية.
هـ- بعض الحوادث التاريخية والعبارات الكتابية لكي نفهمها علينا بدراسة تاريخها وبعض عادات المجتمع التابعة له ، وفهمهم الديني ورؤيتهم الثقافية آنذاك لكي تقدرعلى فهم كلمة معينة أو حدث قد نراه الآن خطأ أو تناقض.

مثال:- يحكي لنا سفر التكوين بأن هناك علاقات زوجية أو جسدية بين البنات وآبائهن وبين الإخوة والأخوات، مثلاً كما جاء في تكوين (تك 30:19-38). وعندما نفهم طبيعة المجتمعات آنذاك منها المجتمع اليهودي قبل نزول الشريعة الموسوية عليهم والتي تمنع مثل هكذا أمور، ندرك أن هذا الأمر لَم يكن وقتها خطية أو شر بل هو ممارسة طبيعية حسب النظرة القديمة، فعلينا نحن أبناء الألف الثالث أن ننظر وفق ذات منظور أبناء التي كُتِبَتْ لهم هذه الآية مِن أجل فهمها الفهم الدقيق.



يقسم الكتاب المقدس حسب مواضيعه إلى الأقسام التالية :-

العهد القديم :-
أ- أسفار الشريعة أو الناموس ( التوراة ) وعددها (5) وهي:-
1- التكوين.  2- الخروج.  3- اللاويين.  4- العدد.   5- التثنية.
ب- الأسفار التاريخية: وعددها (16) وهي :-
1- يشوع.  2- قضاة.  3- راعوث.  4- صموئيل الأول.  5- صموئيل الثاني.    6- الملوك الأول.  7- الملوك الثاني.  8- أخبار الأيام الأول.  9- أخبار الأيام الثاني.     10- عزرا.  11- نحميا.  12- طوبيا.  13- يهوديت.  14- استير.  15- المكابيين الأول.            16- المكابيين الثاني.
ج- الأسفار الحكمية والشعرية وعددها (7) وهي :-
1- أيوب.  2- المزامير.  3- الأمثال.  4- الجامعة.  5- نشيد الأنشاد.  6- الحكمة.       7- يشوع بن سيراخ.
د- الأسفار النبوية (الأنبياء) وعددها (18) وهي :-
1- اشعياء.  2- ارميا.  3- مراثي ارميا.  4- باروخ (باروك).  5- حزقيال.              6- دانيال.  7- هوشع.  8- يؤئيل.  9- عاموس.  10- عوبديا.  11- يونان.  12- ميخا.  13- ناحوم.  14- حبقوق.  15- صفنيا.  16- حجي.  17- زكريا.  18- ملاخي.

العهد الجديد :-    
أ- الأناجيل الأربعة :-
1- متى.  2- مرقس.  3- لوقا.  4- يوحنا.
ب- سفر أعمال الرسل.

ج- الرسائل وعددها (21) :-
1- رسائل القديس مار بولس (14) رسالة.
2- رسالة القديس مار يعقوب (1) رسالة .  
3- رسالتي القديس مار بطرس الأولى والثانية.
4- رسائل القديس مار يوحنا (3) رسائل.
5- رسالة القديس مار يهوذا (1) رسالة.
د- سفر رؤية يوحنا.



مدخل تفصيلي إلى التوراة (الأسفار الخمسة) :-
كتبها النبي موسى أو دُوِّنتْ تحت إرشاده كما في سفر التثنية (تث 9:31):- " وكتب موسى هذه التوراة ...." وأيضاً في (تث 24:31). كما أن السيد المسيح له المجد يشهد لموسى النبي قائلاً في ( يوحنا 46:5) :- " موسى ..... كتب عني " وغيرها من الآيات لذلك وُضِعَتْ الأسفار الخمسة في وحدة واحدة وهي التوراة.
تتضمن التوراة كلاً مِن أسفار التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية ، وتحكي هذه الأسفار قصة خلق الله للعالم وأحداث الطوفان وسيَر الأنبياء والتغرّب في مصر والخروج منها ونزول الشريعة الموسوية إلى موت النبي موسى بعد الوعد للشعب بالدخول إلى أرض كنعان.
كُتِبَتْ هذه الأسفار أصلاً باللغة العبرية قَبْل ترجمتها إلى اليونانية ثم إلى بقية اللغات الحية الأخرى ... وتختلف لغتها العبرية عن العبرية المتأخرة مما يدل على قِدَم الأسفار الخمسة .





وقد قسّم بعض علماء الكتاب المقدس واللغة العبرية مراحل هذه اللغة إلى أربعة أقسام :-
1- مِن إبراهيم إلى موسى ، عندما دخلت اللغة الآرامية ألفاظ مصرية وعربية .
2- مِن عصر موسى أو عصر التوراة إلى عصر سليمان، بلغت اللغة في هذه المدة غاية الإتقان.
3- مِن سليمان إلى عزرا ، صارت اللغة رشيقة بليغة ودخلتها اصطلاحات أجنبية .
4- مِن عزرا إلى آخر عصر المكابيين ، كانت لغة العهد القديم متفاوتة باختلاف هذه العصور .

تعرضت الأسفار الخمسة (التوراة) إلى ما يسمى بنقد الكتاب المقدس مِن قِبَل اليهود والمسيحيين ذاتهم قَبل غيرهم وهذا النقد يسمى بـ ( النقد العالي للكتاب المقدس ) ويسمى خطأً بـ ( اللاهوت المعاصر ) ، وبرز الفيلسوف اليهودي (سبينوزا) الذي عاش في القرن السابع عشر والمولود في سنة ( 1636 م ) كأحد هؤلاء النقاد والذي ادعى بان موسى النبي لَم يكتب التوراة ! وتبعه في هذا الرأي بعض الكرادلة والفلاسفة والنقاد الغربيين في القرون الوسطى ، وبنوا رأيهم ذاك على أن في وقت موسى النبي لَم تكن الكتابة معروفة في مصر . ولكن وبعد الاكتشافات الآثارية الكبيرة في العالم  ، أُكتُشِفَتْ في مصر اللغة الفرعونية الهيروغليفية القديمة والتي تعود بعضها إلى 3500 ق.م فدُحِضَتْ هذه النظرية وبالرغم من ذلك لم يتوقف النقاد عن محاولاتهم ضد الكتاب المقدس إلى الآن .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق