الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الكتاب المقدس كلمة الله الوحيدة

تعريف عن الكتاب المقدس

الكتاب المقدس : مجموعة من الأسفار ( الكتب ) الموحاة من الله ، ويتكون من جزئيين أساسيين هما العهد القديم ويتكون من 46 سفر والثاني العهد الجديد ويتألّف من 27 سفر أي أن مجموع أسفاره 73 سفر .
يحكي الكتاب المقدس قصة الخلاص والتي أعدها الله بعد سقوط آدم وحواء وذلك من بداية الإصحاح ( الفصل ) الأول مِن سفر التكوين وإلى آخر إصحاح مِن سِفر الرؤيا ، وتعتمد كنيستنا السريانية الأنطاكية الأرثوذكسية الكتاب المقدس دستوراً لها ، فتستمد منهُ تعاليمها وتبني على معطياته عقائدها وتقاليدها ....
كُتِبَ الكتاب المقدس مابين 1400 ق.م و 95 م تقريبا أي ما يقارب 1500 عام ..الكاتب الحقيقي لهُ هو الله ولكن بواسطة كتّاب بشريين .
س: ماذا نقصد بالوحي :- ج: الوحي حسب الأيمان والمفهوم المسيحي هو تأثير الهي غير منظور في ذهن الكاتب البشري بحيث يعصمه مِن الخطأ أو المبالغة أو الزيادة والنقصان دون التأثير على أسلوب الكاتب الخاص .  
س: هل يوجد في الكتاب المقدس ناسخ ومنسوخ ؟ :- ج: لا يوجد في الكتاب المقدس ناسخ ولا منسوخ والمقصود بالناسخ والمنسوخ هو التغيير والتبدّل في الأحكام الإلهية .
س: إذا لم يوجد ناسخ ومنسوخ في الكتاب المقدس فكيف نفسّر الاختلافات الموجودة فيه خصوصا بين عهديه القديم والجديد ؟! 
ج : لا توجد اختلافات بين العهدين بل هناك تغير في طبيعة الإنسان ذاته، كيف ذلك؟..
مثال (1):- الطفل يتعامل معه والديه بطريقة تختلف عنها وهو بالغ، فالطفل مثلاً بحاجة إلى رعاية وقد تكون رعاية جبرية في بعض الأحيان، فالطفل الصغير إذا ماحاول أن ينزل وحده إلى الشارع المزدحم بالسيارات فسيسحبه والديه قسراً من هذا الشارع خوفاً عليه إذ أن الطفل لايمتلك التمييز الحر بعد، ولكنه بعد أن يكبر يصبح حراً، إذ يصير الإدراك والتمييز في عقله ذاتياً، هكذا هو الجنس البشري الذي كان طفلاً بالمعنى المجازي إذ كان الروح القدس خارجه ولَم يكن يملك الحكمة الإلهية، لذلك كان الله راعياً مباشراً له وبطريقة خارجية إذ نقرأ في العهد القديم الكثير مِن الوصايا الناموسية والخارجية وذلك لحماية الإنسان من الخطية التي لَم يملك المناعة ضدها آنذاك، لذلك يقول الرسول بولس بالوحي في ( غلاطية 23:3-24 ) : " ولكن قبلما جاء الإيمان [إي عهد النعمة بالرب يسوع] كُنّا محروسين تحت الناموس مغلَقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلَن، إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان " .
مثال (2) : شخص مسجون، وطالما هو في السجن سوف يخضع تحت قانون السجن أو (شريعة العبودية) فهو سيبقى مقيّد، عليه مواعيد محددة وأعمال معينة، في النوم وفي الاستيقاظ ، ولا يحق له مقابلة احد إلاّ في منهاج معين وموافقة المسؤولين ، له زي معين وموحّد خاص بالسجناء ، يأكل حسب رغبة المسؤولين ...... الخ ، ولكنه ما أن ينهي مدة المحكومية في السجن ويخرج حتى يتحرر من قانون (شريعة) السجن إلى قانون (شريعة) الحرية فلا يعود يخضع للقيود والتعليمات السابقة بل ها هو قد أصبح حراً في كل مايريده ، فلا نقول هنا أن القانون قد تغير بل أن الانسان ذاته قد تغيرت حالته مِن السجن إلى حالة الحرية لذلك استحق أن يتبع قانون الحرية لاقانون السجن والعبودية ، هكذا هو حال العهدين القديم والجديد فالله لَم يتغير في العهدين والكتاب المقدس لَم ينسِخ ولَم يُناقِض بعضه بعضاً ، بل أن الانسان ذاته قد تغير ، فبعد أن كان الأنسان خاضعاً للخطية ومستعبَدا للشيطان ومحكوماً بالناموس القديم صار بفداء المسيح حراً محكوماً بناموس وشريعة ( قانون ) توافق  حالته الجديدة الحرية الروحية بالمسيح .
3 – أن الرب نفسه وضح في العهد القديم بأن ذاك العهد مؤقتاً وليس دائمي ، إذ سيأتي العهد الأبدي الذي لَن يزول ، فمثلاً يقول الرب في سفر ( ارميا 31 : 31 – 34 ) : " ها أيام تأتي يقول الرب واقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً . ليس كالعهد الذي قطعتهُ مع أبائهم يوم أمسكتُ بيدهم لأخرجهم مِن ارض مصر ... بل هذا هو العهد الذي اقطعهُ مع بيت اسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب . اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعبا ..."                  
4 – إن كتاب العهد القديم هو عبارة عن مقدمة تمهيدية لِما سيقوم به الرب يسوع وعمله ألخلاصي الفدائي ، لذا فان العهد القديم هو نبوات ورموز وإشارات مستقبلية ونحن كأبناء العهد الجديد نفهم تلك الطقوس والرموز وفق المنظور المسيحاني وليس الطقسي اليهودي . 
كُتب الكتاب المقدس بثلاث لغات هي العبرانية والآرامية واليونانية ، كُتب في ثلاث قارات ( آسيا ، أوربا ، أفريقيا )  كتبه أكثر من 40 كاتبا .
قبل اختراع الآلات الكاتبة والمطابع كانت الكتب تُخَط باليد على رقوق البردي وجلود الحيوانات ولحاف الأشجار ، هكذا كان حال الكتاب المقدس وتسمى الكتابات بخط اليد بالـ (المخطوطات) واهم تلك المخطوطات والتي عُثر عليها بطرق مختلفة هي :-
أ‌-          مخطوطة بردية جون رايلاندز:- وهي عبارة عن جزء صغير وتحوي كلمات صغيرة من إنجيل يوحنا  وتعود إلى حوالي 125 م وقد اكتشفت عام 1934 بصعيد مصر وهي موجودة الآن في انكلترا.
ب‌-        مخطوطات البحر الميت ( قُمران ) والتي اكتشفت في منطقة خرائب قمران في الشمال الشرقي لمدينة القدس وذلك في أربعينيات القرن العشرين وتشمل أجزاء من العهد القديم تعود إلى القرنين الثاني والأول ق.م ، وهي عبارة عن النص الكامل لسفر اشعياء وسفر حبقوق  و41  مزمور من المزامير وأجزاء أخرى من العهد القديم .
ت‌-        مخطوطات شستر بيتي :- وتشمل نصوصاً من الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرؤيا ، وتعود إلى مابين 200 و 250 م .
ث‌-        مخطوطات دشنا :- اكتشفت في مصر 1955 م وعُرفت باسم ( مجموعة بودمار )  وتحوي النص الكامل لبشارتي لوقا ويوحنا ورسالتي مار بطرس ورسالة مار يهوذا ،وتعود إلى أوائل القرن الثالث الميلادي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق